الاثنين، 14 يوليو 2008

A diary

الساعة الثامنة

------------

صحوت من نوم خفيف ومتقطع شاعراً بأن شيئاً ما قد فاتني، وراغباً – على غير عادتي في أيام الانشغال – في إمضاء بقية اليوم على الفراش لتعويض جسدي عن حالة الإرهاق التي أعانيها جراء العمل المتواصل في الأيام الثلاثة الماضية وجراء نوم الليلة المنصرمة غير السلس، وجراء القلق الذي أشعر به والحيرة التي تغلفه وتصاحبه. تناولت إفطاراً تقليدياً وتمنيت لو كانت جرائد الصباح موجودة أمامي في تلك اللحظة لأطالع فيها أخباراً خفيفة من أي نوع قد تنعشني وتفتح شهيتي على الأشياء

الساعة العاشرة

-------------

بعد ساعة ونصف الساعة من العمل المتواصل الذي تحتم علي فيه التنقل باستمرار بين الكتابة على الورق والنقر على لوحة المفاتيح، شعرت بملل وتعب متصاعدين بالتزامن مع بدء شعوري بالثقة في إمكانية إنجاز ما تبقى من ذلك العمل العاجل قبل موعد تسليمه المحدد. وبعد تردد لم يطل كثيراً فتحت قناة الأغاني وشاهدت بعض الكليبات الصباحية الخفيفة التي للأسف لم يكن من بينها كليب هدى حداد الجديد الذي يعجبني أنا وحدي على ما يبدو

الساعة الثانية عشرة

------------------

كم أحب تجارب عمل المهام اليدوية بيدي أنا، أو شغل الصنايعية الذي يجب أن أتركه لأهله كما تقول أمي.. دهنت شباك غرفتي من الداخل باللون الأبيض، وبالبقية اللزجة المتبقية في علبة الدهان أضفت بعض الرتوش هنا وهناك، وفي النهاية شعرت بأنها ما كان لها أي داع. يبدو، على أي حال، أن الدهان الذي استخدمته غير قوي بالدرجة الكافية ولن يصمد كثيراً أمام عوامل التعرية، فلم أحتج إلى كثير من الصابون لإزالة آثاره من على أصابعي. لكن المهم أنني أنجزت مهمة كانت لازمة منذ تركيب الحديد على الشباك، وأنني غيرت أجوائي لحد ما

الساعة الثانية

------------

أنا الآن في الشارع، أرسل رسالة فاكس إلى الخارج، لتتويج – أو بالأحرى: لإنهاء – عمل استمر لأكثر من أسبوعين، وهو تتويج – إو إنهاء – لابد له من إرسال مادي، بالورق، لا إلكتروني. اكتشفت أن أسعار إرسال الفاكسات إلى الدول العربية قد زادت دونما إشعار، شأنها في ذلك شأن أسعار معظم الأشياء مؤخراً. وهاتفت صديقة غالية، ثم هاتفني صديق غال، ثم اشتريت طعاماً للبيت وعدت به ساخناً – وهل يمكن أن يبرد شيء في جو كهذا؟ وبالمناسبة، مازال نفس الشعور بالقلق والانقباض يراودني أحياناً ويتملكني أحياناً أخرى، ومازلت أتمنى لو مرت الأيام بأسرع من معدلها الحالي لأرتاح منه بأي شكل

الساعة الرابعة

-------------

عودة جديدة إلى نفس العمل الذي تصورت في الصباح أنني كدت أنتهي منه أو وصلت فيه إلى النقطة التي لن أحتاج بعدها لإتمامه إلى نفس مجهود الأيام الأخيرة. المهمة المطلوبة الآن في سياقه تتصل بالنقر على لوحة المفاتيح فحسب دونما نقش بدائي على الورق، والحق أن هذا يضايقني كثيراً، وبالذات الآن، لأنه لا يفلح في أن يشغل فكري عن الأشياء الجانبية والمحتملة بالقدر الكافي. لكنني اكتشفت عدداً من الغلطات النحوية في أوراقي الصباحية أظنني لم أرتكبه منذ نعومة أظافري، والأخطاء النحوية لا تحدث عندي – عادة – إلا وأنا في مثل حالة الشك والتربص الراهنة التي أجتازها. المهم أنني وجدت فرصة إضافية لمدح قراري القديم بعدم إرسال أي شيء يخصني لينقره آخرون لي على لوحات مفاتيحهم لأن أولئك الآخرين لن يكتشفوا مثل تلك الغلطات أبداً ولن يملكوا أو يمارسوا الحق في تصحيحها بثقة، أو كما قال صديق عمري الحزين في هذه الأيام: إزاي تخلي واحدة معاها دبلوم قاعدة على مكتب بتمضغ لبانة بطريقة مستفزة وقالعة جزمتها وهي قاعدة تشتغل بس جاهزة تلبسها في أي لحظة ومتعرفش الفرق بين إن وأن تعمللك شغل التايبينج؟ صدقت يا عزيزي. لكنني وجدت فرصة لتأنيب نفسي على قراري بعدم إجراء الترجمات ذات الطابع الإبداعي على لوحة المفاتيح منذ البداية بدلاً من الاضطرار لنقلها من الورق إلى الشاشة في خطوة عديمة القيمة المضافة

الساعة السادسة

--------------

موعد مجيئ حبيبة قلبي الصغيرة وأسرتها الجميلة اقترب بشدة، والشوق إليها وإليهم في تصاعد مستمر. الفترة التي سيمكثونها هنا لن تكون طويلة بأي حال، لكن تكفي رؤيتهم في حد ذاتها ويكفي عناقهم ومسامرتهم، ويكفي تقبيلها والاستماع لانتقاداتها الطفولية البريئة التي طالما أثلجت صدري عبر الأثير الإلكتروني. تذكر: التجارب الإنسانية تقاس دائماً بعمقها، لا بطولها. وبعد رحيلهم من جديد سيكون هناك حديث آخر عن وفي أشياء أخرى

الساعة الثامنة

------------

شقة مصر الجديدة، شاهدته كاملاً للمرة الثالثة في أقل من ثلاثة أيام. جميل، هادئ، هادف، رومانسي، مختلف عما يعاصره، وإثبات جدارة حقيقي لبطلته الجميلة التي مازلت لا أستطيع أن أصدق أنها الآن أم لخمسة من الأطفال. أما محمد خان المبدع فمازال قادراً على إثارة دهشتنا بقدرته الفذة على التعبير عن الأحداث من زوايا غير مطروقة ولا متوقعة، ولا إظهار الحميمية حتى في أكثر المشاهد صخباً وتنفيراً. كم أستغرب أنه ليس مصرياً بالولادة، وكم أستغرب أنه مازال كذلك من حيث بطاقة الهوية وجواز السفر

الساعة العاشرة

-------------

ترجمة، ترجمة، ترجمة. ملف العدد دائماً يأخذ وقتاً غير متناسب مع طوله الحقيقي ودائماً ما يجور على حق مهام عمل أخرى في الانتظار. ثمة مهام كثيرة تعطلت وتراكمت بسببه وبسبب مزاجي السلبي في الآونة الأخيرة، وثمة أفكار كثيرة لم أحفظها بعد من احتمال الهرب إلى الأبد، وثمة أصدقاء كثيرون غاضبون لتقاعسي عن إرسال مقالات ما أو عن الظهور والسؤال بشكل اجتماعي أكثر حميمية وأكثر تناسباً مع مقدار الصداقة الضمني المثبت. لكن عذراً يا أفكاري ويا أصدقائي وعذرا كذلك يا محرر صفحة الرأي يا من طلبت مقالة عن إيران التي لا أعرف لماذا تطلب مني أنا بالذات مقالات عنها، عذراً لكم جميعاً.. أنا عائد.. فقط أقتنص لذة اللقاء بالقادمين الأحباء من الخارج، ثم أعرف مصير أو نتيجة شيء ما، وفي كل الأحوال سأعود بعد ذلك، وأظنني سأعود كما كنت

الساعة الثانية عشرة

------------------

مكالمة مع صديقي الحبيب الذي يعمل بالخارج.. اتصلت به مواسياً. ما أقسى أن تنتهي علاقات الحب وارتباطاته الرسمية ببساطة هكذا قبل أن تبدأ فعلياً أو مادياً. أو لعلني أتصلت لأسأل عنه في ما أراه محنة ولأشعره بأنني معه حتى وإن غاب عني جغرافياً وإلكترونياً. غريبة أن نواسي أعز الناس في وفاة حب لم يبلغ الرشد بعد، لكن ما أكثر غرائب تجاربنا الحياتية

الساعة الثانية

-----------

أنشر هذه المدونة عديمة القيمة، لأواصل العمل من جديد بعد أن نلت قسطاً من الراحة أثناء كتابتها – ويا للعجب. يومي الحقيقي دائماً يبدأ الآن، بعد أن يكون الكل حولي في طور النوم الأول

هناك تعليقان (2):

^ H@fSS@^ يقول...

مش عديمةالفائدة ابدا
لانها صحبة حلوة لناس اخرون يكون الليل هو عالمهم بكل اخلاص
ولا ونيس فيه

تحياتي

^ H@fSS@^ يقول...

مش عديمةالفائدة ابدا
لانها صحبة حلوة لناس اخرون يكون الليل هو عالمهم بكل اخلاص
ولا ونيس فيه

تحياتي