الجمعة، 11 يوليو 2008

حلم وعلم

(1)
مطاردة من نوع غريب: أركض، ويركض ورائي صديق قديم
لم أره منذ فترة، ولم أفهمه أبداً
لعلي أركض خوفاً منه، ولعله يركض ظاناً أنني أرشده إلى مكان ما
ولما بلغت – قبله – حافة التل الزلقة، وقبل أن أبدأ رحلة الهبوط الاضطراري
رأيته يلوح لي بذراعيه، كأنه يحذرني، أو يودعني
وحين وصلت إلى السفح، وجدته قد سبقني إلى هناك
وقال لي شيئاً، سمعته، لم أستوعبه ولم أبال

(2)
وفي الواقع، قابلته في اليوم التالي
في منتصف النهار، في شارع تجاري مكتظ بالبشر
عجباً.. قابلته مرتين بمحض الصدفة في يومين وليلة
وكنت أظن حياتنا صارت أعقد من أن تسمح للمصادفات بالحدوث
ولكننا تقابلنا، وجهاً لوجه، بلا ترتيب
كم يشبهني، أو – بالأحرى – كم صار يشبهني
مازال يحاول إلقاء نفس الرسالة علي، وقول نفس الشيء لي
ومازلت أهرب منه وأتجنبه، مع أنني سمعت الشيء ولم أعقله
لا توجد في هذا الشارع تلال ولا سفوح ولا قمم زلقة.. صحيح
ولكن هناك إمكانية – على الأقل – للفرار من أمام تلك الفاترينة
ثم.. من قال إنني أريد شراء السراويل؟؟

(3)
وفي ليلة تالية، زارني من جديد
ولا أظن الأمر صدفة حقاً
لاشك أن هناك ترتيباً ما، أو غاية ما
ثم: لماذا بات يصر على زيارتي دائماً وأنا منهك؟
ولماذا يصر على مطاردتي ليلاً حتى أقع من علو ما؟
في المرة الأولى أوقعني من فوق قمة تل
وفي هذه المرة أوقعني من على متن سفينة
وأنا لا أجيد الطيران – بالطبع، ولا العوم – للأسف

(4)
وجاءني لمرة أخيرة، أو على الأقل هي كذلك في نفس الأسبوع
لكنه جاءني في موعد مختلف ومكان أكثر حميمية
لأول مرة لا يزورني في منتصف الليل أو في منتصف النهار
زارني هذه المرة في الصباح الباكر، وأنا مازلت أفرك عيني امام المرآة
رأيته من جديد
وحاولت هذه المرة ألا أهرب منه
حاولت أن أستمع إلى رسالته من جديد، فلربما تكون ذات شأن
وربما يكمن فيها سعدي، أو شقائي
ولكنه لم ينطق بها – ويبدو أنه لا يحب التكرار
وظل يقلدني على نحو مستفز
أتراه يبغي مطاردة أخرى؟
ومن ذا المستعد للقفز من النافذة، في العالم الحقيقي؟؟

(5)
كم سئمته وسئمت زياراته الصباحية والمسائية عديمة المغزى
لكني لا أظن أن بيدي فكاكاً منه

ليست هناك تعليقات: