الجمعة، 11 يوليو 2008

بلا عبق

يبدو عالمي أحياناً أصغر بكثير مما هو عليه فعلاً
يضيق، وأختنق؟
أم يدنو ويميل بحنو حقيقي نحوي - أنا - فأشعر به أكثر حميمية وأرحب صدراً؟
تبدو المهام متعاقبة، متلاحقة
والوجوه والأصوات والانطباعات ثابتة
ويبدو المكوث في ذات المكان لساعات طوال مألوفاً واضطرارياً
أشعر باقترابي من نفسي الحقيقية، بقربي الكاشف منها
وأرى الأشياء وكأنها وراء عدسة مكبرة
أرى التفاصيل والرتوش، في الأشياء والوجوه والأحداث.. في كل ما بوسعي اختزانه
أشعر بضيق، وبانفراج، في نفس اللحظة
أجد ريح السجن في أعمق قبو كاحل، ونسيم التحليق فوق أعلى تل ثلجي، في لحظة واحدة
يا له من تناقض
!!!
عالمي يضيق ويتسع في لحظة واحدة
أحب - في تلك الأحيان - تفاصيله وفهمي الزائد الاستثنائي لها
على أني أكره - في تلك الأحيان - رتابته القسرية
كم أكره أن أرى نفسي أمام مرآة ناصعة طوال الوقت
وكم أكره أن تكون كل خلجاتي تحت منظاري الدقيق
أعرف قسوتي في الحكم على تفاصيلي وأشيائي
وأعرف عيوبي جيداً ولا أحتاج أن أراها مضخمة هكذا
***
أود لو اتسع العالم بالنسبة لي بعض الشيء
أود أن أشم هواء جديداً، ليس له عبق
أود أن أنام كل ليلة، كل ليلة، بلا ترقب للأرق
أود ألا أصافح نفسي خاجلاً، بيد يتصبب منها العرق
أود أن أرى الأشياء من بعيد: صغيرة، أنيقة، وغير مركبة ولا مكبرة
أود لو اتسع العالم، عالمي
لكن.. كيف أضمن ألا أضل الطريق إلى الحقيقة، حقيقتي أنا على الأقل؟
***
أود لو أرى الأشياء بأحجامها الطبيعية، وكفى

ليست هناك تعليقات: